بيت البيان (الشنفرى) #5🌙✨

أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم

فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لأمْيَلُ

فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ

وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ

وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى

وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ

لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ

سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ

وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ

وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ

هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ

لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ

وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي

إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ

وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ

بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ

وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّلٍ

عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ

وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني

إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّلُ

وَإِنّي كَفانِي فَقدُ مَن لَيسَ جازِياً

بِحُسنى وَلا في قُربٍه مُتَعَلَّلُ

ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّعٌ

وَأَبيَضُ إِصليتٌ وَصَفراءُ عَيطَلُ

هَتوفٌ مِنَ المُلسِ المُتونِ يَزينُها

رَصائِعُ قَد نيطَت إلَيها وَمِحمَلُ

إِذا زَلَّ عَنها السَهمُ حَنَّت كَأَنَّها

مُرَزَّأَةٌ عَجلى تُرِنُّ وَتُعوِلُ

وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني

إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ

وَلَستُ بِمِهيافٍ يُعَشّي سَوامَهُ

مُجَدَّعَةً سُقبانَها وَهيَ بُهَّلُ

وَلا جَبأَ أَكهى مُرِبٍّ بِعِرسِهِ

يُطالِعُها في شَأنِهِ كَيفَ يَفعَلُ

وَلا خَرِقٍ هَيقٍ كَأَنَّ فُؤادَهُ

يَظَلُّ بِهِ المُكَّاءُ يَعلو وَيَسفِلُ

وَلا خالِفٍ دارِيَّةٍ مُتَغَزَّلٍ

يَروحُ وَيَغدو داهِناً يَتَكَحَّلُ

وَلَستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيرِهِ

أَلَفَّ إِذا ما رُعتَهُ اِهتاجَ أَعزَلُ

وَلَستُ بِمِحيارِ الظَلامِ إِذا اِنتَحَت

هُدى الهَوجِل العِسّيفِ يَهماءُ هَوجَلُ

إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي

تَطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ

أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ

وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ